الاعلام الاقتصادي واتحاد نساء اليمن يدربان الإعلاميين حول التغطية الصحفية لقضايا العنف القائم على النوع الاجتماعي

اختتم مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي بالشراكة مع اتحاد نساء اليمن ورشة تدريبية للصحفيين اليمنيين حول إعداد التقارير الإعلامية لقضايا العنف القائم علي النوع الاجتماعي بدعم من صندوق الامم المتحدة للسكان.
وعلي مدي ثلاثة أيام تمكن ٢٧ صحفي وصحفية من التعرف علي مهارات التغطية الإعلامية للعنف القائم علي النوع الاجتماعي في ظل الازمات الانسانية، حيث تبدو مهمة الصحفي اكثر صعوبة مع تزايد حدة العنف القائم علي النوع الاجتماعي جراء الصراع.
تقول فهمية الفتيح مسئول الإعلام و الاتصال في صندوق الامم المتحدة للسكان ” نعمل علي بناء قدرات الإعلاميين ومسؤولي الاتصال في مجال التغطية الإعلامية للعنف القائم على النوع الاجتماعي في ظل الأزمات الإنسانية بهدف تحسين جودة المواد الإعلامية بإتباع المبادئ الأخلاقية المهنية، ولفت انتباه الرأي العام وصناع القرار إلى أهمية قضايا العنف القائم على النوع الاجتماعي كمشكلة صحية وحقوقية، بالإضافة إلى مدى تكرار وقوعها أثناء هذه الأزمات” .
تناولت الورشة التدريبية المنعقدة في صنعاء عددا من المحاور تمثلت بتعريف ووصف العنف القائم على النوع الاجتماعي، والعنف القائم على النوع الاجتماعي في ظل الأزمات الإنسانية، وآثار العنف القائم على النوع الاجتماعي على النساء والفتيات وأفراد أسرهن والمجتمع المحلي ككل أضافة الى تحديد أنواع العنف القائم على النوع الاجتماعي التي تحصل في ظل الأزمات الإنسانية مع التركيز بشكل خاص على الأزمة اليمنية وأسبابه والعوامل التي تؤدي إلى تكرار وقوعها.
و اضافت الفتيح بأن النساء و الفتيات يتحملن بشكل أكبر وطأة الحرب و تبعاتها. ما بين 3 ملايين نازح، تشكل النساء والأطفال 76 في المائة من النازحين واللذين يدفعون ثمنآ باهضآ كما هو الحال في معظم الأزمات الإنسانية.. فقد أدى تصاعد النزاع وما أعقبه من تداعيات إنسانية إلى إضعاف وضع النساء والفتيات بشكلٍ أكبر في المجتمع اليمني، و تآكل شبه كامل لآليات الحماية المتاحة لهن وزيادة تعرضهن للعنف و الأذى.

كما تناولت الدورة المعايير المعتمدة عند إعداد المواد الإعلامية حول المسائل المتعلقة بمنع العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة له.
يقول الصحفي رأفت المعمري مراسل BBC في اليمن ” أضافت لنا الدورة لنا الكثير في معرفة ماهي أهم المبادى و المعايير الدولية التي تستخدم في تغظية العنف القائم على النوع الاجتماعي وماهي أنواعه و الدور القانوني لحماية الناجيين والناجيات للقائمين على هذا النوع بالاضافة الى أهم المفاهيم والاخطاء الشائعة في استخدام الصور والفيديو وماهي الاساليب المتبعة في كيفية تصوير الضحايا وارشادات التغطية الصحفية والمحاذير في أجراء المقابلات مع الضحايا والذي في حقيقة الأمر كان يجهلها كثيرنا من الزملاء الصحفيين والاعلامين اليمنيين أثناء التغطية لمثل هذه التقارير”.

يقول الصحفي عبدالكريم الشيباني – مراسل الحرة الامريكية ” لقد تعرفت من خلال الورشة الي خبره معرفية جديدة حول اعداد المواد الصحفية تراعي حقوق الانسان في قضايا العنف القائم على النوع الاجتماعي، كانت الورشة التدريبية مفيدة في مراجعة وتقييم العمل الإعلامي الحالي الذي تنقصه العديد من هذه المهارات.
الصحفي سامي القباطي يقول ” تعرفت خلال الدورة على أبرز قضايا العنف التي تمارس ضد المرأة بشكل عام وأيضًا وقت الأزمات وكيفية التعامل مع هذه القضايا والحد منها، وتعرفت أيضا على القوانين والقرارات والمعاهدات الدولية والمبادئ الإعلامية في تغطية قضايا العنف الإنساني وكيفية الدعم النفسي..
وأهميتها بالنسبة لي تمثلت في معرفتي بشكل دقيق ما هو الواجب علي كصحفي وما الدور الذي يجب أن أقوم به حيال القضايا آنفة الذكر.. وكيفية تناول الموضوعات مع الناجين بشكل يتناسب وطبيعة الموضوع”.

وخلال التدريب تم التركيز علي التقنيات الأساسية الهامة لإجراء المقابلات مع النساء والفتيات الناجيات من العنف القائم علي النوع الاجتماعي بناء علي المعايير الدولية وتوجيهات صندوق الامم المتحدة للسكان بالإضافة الي كتابة المواد الصحفية وفق المبادئ الأخلاقية التسعة لإعداد المواد الإعلامية المتعلقة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي.
وتقول الصحفية مروى العريقي ” مثلت الدورة فرصة كبيرة للتعرف علي طرق وأساليب اجراء المقالات مع الناجيات مع العنف، هناك أخطاء عديدة يمارسها الصحفيون اثناء عملهم الميداني وفي اعتقادي ان مثل هذه الدورة سوف تحسن من الأداء الإعلامي في هذا المجال ” .
وفي ختام الورشة التدريبية قام المشاركون باختيار 27 عنوان لقصة خبرية سيعمل المشاركون على اعداها كأحد المخرجات الرئيسية للدورة تتناول قضايا العنف القائم على النوع الاجتماعي و فقا للمبأدئ الاخلاقية التسعة للتغطية الاعلامية لقضايا العنف القائم على النوع الاجتماعي.
يقول المدرب في المجال الإعلامي بسام غبر ” في الوقت الذي تلعب فيه وسائل الإعلام دوراً رئيسياً في التصدي و الحد من جميع أنواع العنف ، تواصل وسائل الإعلام التقليدية والجديدة تقديم القوالب النمطية والتعميمات حول العنف القائم على النوع الإجتماعي. فالتغطية الإعلامية الغير مهنية و المتحيزة يمكن أن تزيد من معاناة الناجين من العنف القائم على النوع الإجتماعي. لكن في سعيهم لقصص إخبارية مثيرة ، قد يقوم الصحفيون بتشويه سمعة الناجين/الناجيات من العنف القائم على النوع الإجتماعي و تعريض حياتهم للخطر. و بدلاً من إبراز محنتهم بطريقة مهنية ومسؤولة، يفشل بعض الصحفيين في بعض الأحيان في ربط العنف القائم على النوع الإجتماعي بقضايا حقوق الإنسان والأعراف الاجتماعية والتنمية المجتمعية.”
من جانبها تقول المدربة في مجال الجندر وميض شاكر ” نؤمن بأن لوسائل الإعلام دورًا حاسماً في زيادة الوعي بالقضايا المتعلقة بالعنف القائم على النوع الإجتماعي وأهمية تمكين الفئات الأكثر ضعفا و هشاشة في المجتمع كالنساء و الفتيات و الأطفال و النازحين و ذوي الإعاقة”.
وقد تخلل التدريب مداخلات حول الاستجابة والوقاية للعنف القائم على النوع الاجتماعي , و مداخلة في الجانب القانوني قدمها خبراء متخصصين.
ويعد مركز الدراسات والإعلام الاقتصادية احد منظمات المجتمع المدني الفاعلة في اليمن ، ويعمل من أجل التأهيل والتوعية بالقضايا الاقتصادية والتنموية وتعزيز الشفافية والحكم الرشيد ومشاركة المواطنين في صنع القرار ، وإيجاد إعلام حر ومهني ، وتمكين الشباب والنساء اقتصاديا.

التعليقات

الاعلام الاقتصادي: 0